العرب اللندنية : قطر خسرت رهانها في ليبيا على ” الإخوان و المقاتلة ” و مليشياتهم
تلقت الجماعات المتطرفة في ليبيا ضربات موجعة خلال الأيام الماضية أفقدتها السيطرة على عدة مناطق وفي مقدمتها العاصمة طرابلس، إضافة إلى مواقع أخرى في المنطقة الجنوبية والوسطى الأمر الذي بات ينذر باقتراب نهايتها في ليبيا ، و ذلك بحسب صحيفة العرب اللندنية
و قالت الصحيفة في تقرير ان المراهنة القطرية على تنظيم الإخوان المسلمين في ليبيا وميليشيات إسلامية تابعة للتنظيم قد خسرت ، بعد خسارة هذه التنظيمات المواجهة المسلحة في طرابلس وانسحابها من مواقعها.
و أضافت : ” لقد خسرت ميليشيات الإخوان المدعومة من قطر قاعدة تمنهنت في جنوب ليبيا، إضافة إلى إقرار أنصار الشريعة في بنغازي بالهزيمة وحل التنظيم ، ومثلما خسرت المراهنة القطرية على هذه التنظيمات الإسلامية خسرت أيضا دورا كانت تتوخاه بعد أن أنفقت أموالا طائلة سواء بالدعم اللوجستي أو التسليح لهذه الميليشيات التي فقدت سيطرتها على أماكن كثيرة في العاصمة طرابلس.
وتشير الأحداث المتسارعة في ليبيا إلى قرب اندثار تيار الإسلام السياسي من المشهد، خاصة بعد ما تلقت الجماعات المتطرفة ضربات موجعة في مختلف مناطق ليبيا الغربية والشرقية والجنوبية ، تقول العرب .
وخسرت ميليشيات موالية لحكومة الإنقاذ المدعومة من جماعات إسلامية، على رأسها “الجماعة الليبية المقاتلة”، التي تتهمها جهات عديدة بالإرهاب، والتعامل مع جماعة “أنصار الشريعة” المحظورة دوليا، مواقع في طرابلس .
وتعيش العاصمة الليبية طرابلس حالة من الترقب رغم انسحاب أغلب الميليشيات المؤيدة لحكومة الإنقاذ من مواقعها.
وتسيطر مجموعات مسلّحة تابعة لحكومة الإنقاذ منذ نهاية عام 2014 على مطار طرابلس الدولي، الذي تم تدميره خلال حرب فجر ليبيا التي دارت صيف ذات العام.
وقامت حكومة الإنقاذ بصيانة أجزاء منه، وافتتاح صالة لكبار الزوار فبراير الماضي، دون أن يستقبل المطار أي رحلات جوية مُعلنة، أو يتم تسليمه لمصلحة المطارات التابعة حاليا لحكومة الوفاق.
وفي خطوة غير مسبوقة، أعلن تنظيم “أنصار الشريعة” بليبيا ، في بيان مطول نشره عبر شبكة الإنترنت مساء الأحد “حلّ التنظيم بشكل رسمي”، داعيا من وصفهم بـ”ثوار بنغازي” و”ثوار ليبيا” إلى توحيد صفوفهم والاجتماع لتحكيم شرع الله، والثبات على رفض هيمنة من نعتهم بوكلاء الغرب.
وتوعدت الجماعة من وصفتهم بـ”أعداء الأمة والمتربصين بها ” بأن الجهاد ماض إلى قيام الساعة، وأن الحرب قد تستنزف جيل التضحية كي تحيي ما أسمته بـ”جيل التمكين”. وقال البيان نصا “أبشروا بجيل قادم يغزوكم ولا تغزوه “، واصفا هذا الجيل بـ”الذي تربى بين صليل السيوف وقراع الأسنّة سيستأصل شأفة أعداء الأمة، وسيشعل الأرض من تحت أقدامهم”.
واعتبر مراقبون أن إعلان جماعة أنصار الشريعة حل نفسها يهدف “دبلوماسيا وسياسيا إلى نفي المبرر لقصف أي موقع في ليبيا باسم محاربة الإرهاب، لا سيما بعد الضربات التي تعرضت لها في مدينة درنة أحد أبرز معاقلها في ليبيا.
وليست هذه المرة الأولى التي تعمد فيها الجماعات الإسلامية إلى مثل هذه الأساليب، حيث سبق لتنظيم أنصار الشريعة في بنغازي أن غير اسمه إلى مجلس شورى ثوار بنغازي بعد تصنيفه منظمة إرهابية.
وبعد القرار الدولي الذي اعتبر الجماعة منظمة إرهابية، أعلن بعض أعضائها مبايعتهم لأبي بكر البغدادي، والتحاقهم بتنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، فيما يقول الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر إن جزءا كبيرا من الجماعة التحق بمجلس شورى ثوار بنغازي، وسرايا الدفاع عن بنغازي، التي يقيم أغلب التابعين لها في مدينة “الجفرة”، جنوب ليبيا.
وقصف طيران مجهول السبت عدة مواقع بمدينة “الجفرة”، وتحديدا منطقة “هون”، فيما شُوهِدت انفجارات متتالية لذخائر وصواريخ مع ألسنة لهب وحرائق متصاعدة من المواقع التي تم قصفها.
ويأتي هذا القصف ضمن سلسلة من الغارات الجوية منذ أيام، ردا على قيام سرايا الدفاع عن بنغازي المتحصنة بالجفرة، مع القوة الثالثة التابعة لمصراتة، قبل ذلك، بالهجوم على معسكر “براك الشاطئ”، جنوب ليبيا، وارتكاب مجازر ضد مدنيين، وعسكريين، قبل أن تقوم بالانسحاب.
ولا يستبعد مراقبون إمكانية انسحاب الجماعات المتطرفة من قاعدة الجفرة الجوية على وقع الضربات الجوية التي تتلقاها، إضافة إلى الضغط الشعبي من قبل السكان الذين طالبوها بالخروج من المدينة.