ثقافة وفنون

أمسية للقاص محمد المسلاتي بجمعية أصدقاء اللغة العربية

أقامت جمعية أصدقاء اللغة العربية، يوم الإثنين الماضي، بقاعة مدرسة الصمود أمسية قصصية للقاص محمد المسلاتي، وضلك ضمن برنامكجها الثقافي لعام 2019م.

وأفتتحت الأمسية بكلمة للأستاذ الفنان على أحمد سالم الذي قدم تعريفا لضيف الاأمسية القاص والأديب محمد المسلاتي.

وسرد الكاتب محمد المسلاتي على الحاضرين غددا من القصص القصيرة والقصيرة جدا والتى قال أنها كتبت خلال سبع سنوات من العام 2011 إلى العام 2018، ومنها )الزنزانة ، فنتازيا حديثة، ثرثرة السلاح، كائنات على الوكواك الحديدية، الرحلة، استنساخ، وطني، نزاع، مهرج، الصفقة).

ونوه محمد المسلاتي خلال الأمسية أن كل هذه القصة ستكون ضمن مجموعته القصصية الجديدة والتى هي تحت الطبع الآن وستصدر قبل نهاية العام الجاري 2019.

وحضر الأمسية عدد من الأدباء والإعلاميين والمهتمين بالشأن الثقافي في مدينة بنغازي، وتم قبل انطلاق الأمسية تكريم أحد رموز المدينة في مجال العمل التطوعي والإنساني الاستاذ عبدالمنعم العروية، وذلك بمنحه شهادة تقدير مرفقة بباقة ورد، عربون محبة لهذه الشخصية المؤثرة من قبل اعضاء الجمعية الليبية لأصدقاء اللغة العربية.

ومن بين القصص التى سردها المسلاتي في امسيته القصصية إخترنا للنشر قصة كائنات على الوكواك الحديدية.

“” يجيء المساء، تزحف العتمة على قصر المنار، تقاومه ثريات السقف بمصابيحها الخجولة، تغادر الزائرة العجوز الصالة حيث تنتشر صور الشهداء المعلقة على الجدران، تتباطأ بخطوها، شيء في أعماقها يشدّها إلى الخلف، تدور إلى الوراء، تمرر أصابعها فوق صورة يظهر فيها وجه ابنها كاشفًا عن أسنان انفرجت لتبدو مثل ابتسامة وضَّاءة حينًا، أو تكشيرة ألم خفي حينًا آخر، تنحني تقبّله، تنحدر من عينيها دمعتان حارقتان يتراءى لها وجه الملك إدريس بالشرفة يلقي إعلان الاستقلال ثمَّ يتلاشى. تنصرف من دون أن تشعر بالضَّجيج الصَّادح بالقاعات الأخرى، يغادر الحاضرون، يسود الصَّمت، كأن لم يكن بالقصر أحد، تغيب أصوات المثقفين، وأعضاء مؤسسات المجتمع المدني، والسياسيين، والشعراء بعد أن أفرغوا ما في جعبتهم من حوارات، وآراء، وقصائد، آنذاك تتثاءب كائنات على الوكواك الحديديّة، تتمطَّى، تتبادل خوذاتها العسكرية المثقوبة، تُشهر أسلحتها، تصرخ ديناصوراته، وزواحفه الحلزونيّة، وسلاحفه، تصخب برقصها الجنوني، تدّب نحو جميع مداخل القصر، تهزّ الأبواب. خوذات صدئة، بنادق معكوفة، قنابل يدوية، أحذية بالية، جنود من حديد يتمايلون لا أعين لهم، لاملامح، يحتكّ بعضهم ببعض، يطرقع الحديد، يصطك، وسط صمت ظلام دامس يتكوم جميع الشهداء محاصرين، تسجنهم براويز صورهم المسمَّرة على الجدران، تنزف جراحهم من جديد، يتحسسون مكامنها، يتألمون، يصرخون وسط الدماء، لا أحد يستمع إليهم، تتوالى انفجارات عنيفة تشق شوارع المدينة النائمة في ليلها، الدماء تتدفق. تغدو المدينة بحيرة من الدم تجوبها كائنات علي الوكواك الحديديّة متوغلة عبرالميادين، والشَّوارع، والبيوت””.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق