ثقافة وفنون

“حفل خطوبة’ قصة قصيرة للكاتب علي اسبيق

بقلم : علي جمعة اسبيق

أبواق السيارات قادمة من المنطقة المجاورة على متنها شيوخ وعجائز وبعض الفتيات متجهة نحو بيت الأنساب الجدد.
تدور العربات كما جرت العادة لتعلم الناس بالمناسبة ولتعبر عن فرحة بعقد قران مؤجل الإشهار ( فاتحة ).
تصل الرحلة مبتغاها : بيت العروس ، بيت شعبي بسيط وسط حي بناه ملك كان يحكم البلاد قديما ، خرج أهل البيت لإستقبال الضيوف ، دخل الرجال ، ونزلت النساء ، تقرع طبول الفرح.
تدخل سيدة في الستين أو السبعين من العمر ، لكنها تحظى باهتمام مميز، تبدو سعيدة جدا ، لكنها تعاين المكان أولا ، فلا تجد ماتنتقده ، تطمئن وتترقب نبأ يأتي من دار الإستقبال ( المربوعة ) لكن المأذون الشرعي قد تأخر ، لقد جاء شيخ يضع غطاء.. يلتحف رداء.. يحمل كتابا تحت إبطه ، يوضع أمامه كل مالذ وطاب من الحلوى ، فجأة يخرج فتى في العاشرة من العمر مسرعا حيث النساء ، ( قروا الفاتحة ) تنطلق الزغاريد معلنة انطلاق الإحتفالات الشعبية ، تلك العجوز تستقبل التهاني والتبريكات وتتنفس الصعداء خرج صوت من أخت العروس يقول
( يعون اللي ياخذ منا / طيب أوجود أوعرق محنه )
في تحد صارخ وافتخار أمام الضيوف خاصة أهل العريس، عجوز منفلة في أقصى المكان ترد بقوة صارخة بعد جذب الإنتباه لها
( الصقر اللي كان أمكمم / طلق جنحانه جاب علم )
يستمر السجال وسط التصفيق الشديد ، يتدخل صوت أم العريس ليفض السجال بغناوة علم تقول
( نزلت دار في لجواد / أبها يا ولد واليتني )
أعلان فخر وقبول بالأنساب الجدد والمباهاة أمام باقي العجائز والأقرباء بأن العروس وأهلها ممن يتشرف بهم وبمصاهرتهم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق